«أينشتاين» الذي لا نعرفه!

كنت أقرأ السيرة الذاتية لعالِم الفيزياء الألمانى- صاحب نظرية النسبية- «ألبرت أينشتاين»، وذلك بمناسبة مرور ذكرى وفاته السبعين الجمعة. وقد عرفت بعض المعلومات عن آرائه وحياته الشخصية، أنقلها لكم باختصار فى هذا المقال. رغم عبقريته منذ الصغر فإنه واجه صعوبة فى الكتابة، وتأخر فى المشى والنطق، وكان يمقت دراسة العلوم الإنسانية كالتاريخ والفلسفة واللغات، وكان انطوائيًّا لا يحب التواصل مع الآخرين، ولا يعرف التعبير عن نفسه. فشل فى الالتحاق بـ«معهد البوليتكنيك» السويسرى أول مرة، ولكنه نجح فى المرة الثانية. كان يعشق العزف على آلة الكمان منذ الطفولة، واستمر فى العزف حتى توقفت يده اليمنى عن الحركة.

لاحظت عائلته ولعه بالنساء وضعفه أمام عبارات الحب منذ الصبا، وكان فى التاسعة عشرة عندما أخبر أمه بأنه ينوى الزواج من حبيبته، ولكنها اعترضت لأنها تكبره بثلاث سنوات، ولأن الزواج ترف لا يتحمله شاب غير قادر على توفير حياة مريحة، وقد أذكت الضغوط العائلية عواطف أينشتاين المتمردة، وزاد تعلقه بحبيبته «ميليفيا». اكتشف الباحثون بعد وفاته أنه كان يحتفظ فى صندوق أحذيته برسائل غرامية من «ميليفيا»، وكتب على ظهر إحدى الرسائل: «أنا أحبك، وسأكون سعيدًا إذا سمحتِ لى برؤيتك والسير إلى جانبك، ولو لحظات، أو إذا كان بإمكانى أن أكون قريبًا منكِ».

ورغم ديانته اليهودية وارتباطه بعلاقة وثيقة مع قادة إسرائيل فإنه كان يقول: «إذا لم ننجح فى إيجاد تعاون شريف وحوار صادق مع العرب لا نكون قد تعلمنا شيئًا من معاناة ألفى سنة، وسنستحق ما يحدث لنا!. أُفضل أن أرى اتفاقًا معقولًا مع العرب والعيش فى سلام معهم، على أن أعيش لأشهد ولادة دولة يهودية ذات حدود، وجيش، وقدر من السلطة.

إن فكرة دولة إسرائيل لا تتوافق مع رغبات قلبى، ولا أفهم لماذا نحن فى حاجة إلى دولة!. أشعر بحزن عميق أن أرى الصهيونية تفعل بالفلسطينيين أكثر مما فعلته النازية باليهود!». عرض عليه «بن جوريون»، أول رئيس وزراء لإسرائيل، أن يتولى منصب رئيس إسرائيل بعد رحيل «وايزمان»، ولكنه اعتذر قائلًا: «لم أتعامل طوال حياتى إلا مع القضايا الموضوعية، لذا أفتقر الميل والخبرة المطلوبة للتعامل بشكل صحيح مع الناس والقيام بالمهام الرسمية».

هذا هو «أينشتاين» الذى لا نعرفه!.

صفية مصطفى أمين – المصري اليوم