نأتيك بالخبر اليقين تابع تطبيق اخبار السودان العاجلة على متجر قوقل

خسارة صديق !

Posted by:

|

On:

|

في لحظات هدوء ترتبط بتاريخ وزمان ومناسبات.. نتذكر أسماء وصورا وذكريات عشناها وكانت معنا ومعهم.. نتذكر أسماء بقيت مدونة في مفكرة أرقام هواتفنا ولم نمارس عليها الحذف أو الحظر.. نتذكر ونسترجع مواقفهم معنا تدور في ذاكرتنا كأنها حدثت للتو.. مواقف تذكرنا بنبلهم وصدقهم وتصرفهم معنا.. تعيدنا بقوة تلك الذكريات لنعيش اللحظات بصدق رغم ما فيها من مشاعر ألم ومشاعر صدق حينها. وأسماء بأجسادها وصورها ومواقفها غادرت المكان والذاكرة، وحذفت أرقامها، وألغيت متابعة كل وسائل التواصل الاجتماعي معها، تلك التي ترتبط بهم وتذكرنا بوجودهم! نوعية من البشر يمكنها أن تعيش دون صديق ولا صاحب أمين،

نوعية من البشر لا تعرف ما تعنيه كلمة صديق ومعنى احتواء الروح في ضعفها وحزنها.. نوعية يغلب عليها الجانب المادي القاسي.. على الجانب الروحاني والإنساني.. نضطر لشطب أسمائهم وإلغائها من قاموس حياتنا، وجعلهم مجرد ذكرى عبرت يوما حياتنا ونظل نحمل لهم ذكرى طيبة وصورة جميلة ونجد فيها مواقف ودروسا تعلمنا.. وهناك من البشر من يكونون كركاب طائرة أو زملاء رحلة وسفر التقيناهم صدفة في زمن ومكان وتعارفنا ودار حديث.. وبعدها غادرنا زمانهم ومكانهم مع هبوطنا وحمل حقائبنا إلى حيث وجهتنا، وبعضهم تكون هذه الصدفة قدرا مكتوبا لتعارف وعلاقة ولمواقف إنسانية نبيلة قادمة.. يبقى وجود الصديق المخلص والأمين الصديق الوفي والصاحب الناصح ضرورة في حياتنا..

الصديق يعني الكثير في ظل ما يواجهه الإنسان من ضغوط ومن هواجس وأفكار تعصف به من جوانب وجهات وأشخاص وظلم وحيرة وانكسار.. ولحظات حزن لا يدرك الإنسان ما يدور حوله، حينها نحتاج ذلك الصديق ذلك الصوت الحاني الهادئ معنا.. نحتاج ذلك القلب الكبير.. نحتاج إحساسا يشملنا بحنانه وحبه وصدقه وإخلاصه مع تداول الأيام بنا ومعنا.. نحتاج العقل الرشيد والخبرة والأمانة والنصح التي تنير أبصارنا لترينا ما لم نره حولنا.. ترينا ما حاولت الظروف أن تمنع رؤيتنا عن الخير والجمال حولنا وفي أنفسنا.. نحتاج الصديق تلك اليد القوية التي معها نستطيع الوقوف والعبور والتعايش رغم الظروف وخيبات الأمل. الصديق روح ترتاح أرواحنا للحديث معها.. ترتاح أن تبكي عندها وتتحمل ثورة غضب تزورنا.. نجده عند تعثرنا يفهم نظراتنا.. يقرأ صمتنا ويسمع حروفنا متى عجزنا عن الحديث والكلام والتعبير.. الصديق متى تذكرنا في دعائه وصلاته ولحظات حلوة من حياته.. الصديق يد ممدودة لنا للعبور من دهاليز مظلمة وصعبة.. الصديق إن باعدت الظروف تتراءى لنا صورته وصوته في أشد وأحلك الظروف يواسي ويناجي ويشارك. متى فwwقدنا أصدقاءنا فقدنا قيمة عالية وغالية..

ومتى خسر الإنسان صديقا مخلصا ولم يقدر قيمته في حياته.. وقرر الابتعاد لأوهام وأفكار لا تعدو حديث نفس في مخيلته.. خسر قيمة عالية لا يمكن تعويضها، خسارة صديق أمين ووفي تعني خسارة عمر.. والعمر والروح أبداً لا ترجع ولا تعود متى غادرت جسد صاحبها.. متى فقد الإنسان القدرة على خلق الود والحب والتواصل والانسجام مع ذاته كان من الصعب عليه خلق التواصل وإيجاد الجسر مع الآخرين حوله. ومتى اختار الإنسان العزلة والابتعاد دون سبب ودون مبرر … وطال زمن الابتعاد معها تزداد الفجوة والابتعاد.

آخر جرة قلم: الصداقة علاقة ثمينة لا تقدر بثمن ولا يمكن إيجادها في زمن زادت فيه الهشاشة في العلاقات وغاب العمق فيها.. الصداقة ثروة لا تقدر بثمن ولا يمكن تقدير قيمتها إلا بتلك المواقف الراقية والفعلية والإنسانية الصادقة، من المهم الحرص على الصداقة بكل أشكال الحرص من أن تضيع وتفقد وتبتعد!.. فالصداقة بيت شعر موزون ذو تفعيلة ذو شطرين إن شطرا أصبح منثوراً ضائعا لا معنى له، تناثرت موسيقاه ووزنه وتناغمه.. وتلك العلاقة الراقية الحميمة متى تبددت وتناثرت معانيها وقيمتها واحترامها، ومتى ترك الإنسان لأصوات من أن يكون لها صوت أعلى أو سمح لأشكال تجد منفذا بينها تشتت الصداقة وضاعت ليكون معنى الخسارة الحقيقية معها!.

سلوى الملا – الشرق القطرية