من النوافذ والمواقع المشرقة في ولاية النيل الأبيض صندوق الإمداد الطبي والذي حمل علي عاتقه مهمة توفير وتأمين الإمداد الدوائي للولاية وما جاورها من ولايات ومناطق تماس تأثرت بتداعيات وإفرازات الحرب اللعينة علي بلادنا ..
■ قبل أشهر من حرب الجنجويد علي أهل السودان احترقت مخازن الدواء بالنيل الأبيض الأمر الذي أفقد الولاية مخزونها من الدواء لمدة 3 أشهر كاملة .. وفي أيام الحرب الأولي كاد ظهر الولاية أن ينكشف بسبب الصعوبات التي واجهت صندوق الإمداد الدوائي والذي تجاوز المحنة لاحقاً بفضل الله ثم الجهد الاحترافي والمهني المخلص الذي قامت به ثُلّة من أبناء السودان المخلصين والذين قامت ثورة الإمداد الطبي ببحر أبيض علي أكتافهم .. وأقل ما يوثق لهذا الجهد أن نسبة التغطية الدوائية بمحليات النيل الأبيض تتجاوز حالياً 92% وهي من أعلي معدلات التغطية المرصودة في ولايات السودان الآمنة ..
■ خلال أيام الحصار التي عاشتها النيل الأبيض بعد سقوط منطقة جبل موية لعب الإمداد الطبي دوراً محورياً في توفير الدواء لكل القطاعات الحيوية بالولاية وفي مقدمتها شريحة مرضي الكلي .. الدرن ..والأورام ..وتم توفير أدوية الطوارئ بنسب معقولة وإمتد ظل الإمداد الدوائي من مدينة ربك ليغطي ولاية الجزيرة وولاية سنار وولاية شمال كردفان هذا فضلاً عن الدور المشهود للإمداد الطبي في توفير كل ما يحتاجه أبطال القوات المسلحة والتشكيلات العسكرية من دواء في جبهات قتال معركة الكرامة ..
■ صندوق الإمداد الطبي بالنيل الأبيض يجني الآن ثمرة التفكير الاستراتيجي لتعديل أوتار الصندوق القومي للإمدادات الطبية لمرحلة مابعد الحرب والتي تتطلب الخروج من القبضة المركزية التي أقعدت مؤسسات كثيرة في بلادنا .. الإمدادات الطبية تقف حالياً علي ركائز تجربة القطاعات والتي أثبتت نجاحاً باهراً في أوقات الشدة التي تعيشها بلادنا منذ عامين ..
■ إن كانت هنالك لمسة وفاء سيقدمها أهل النيل الأبيض عامة ووزارة الصحة الإتحادية والصندوق القومي للإمدادات الطبية خاصة فليتها تشمل الجنود المجهولين من العلماء والخبراء والفنيين والعمال في صندوق الإمداد الطبي بالنيل الأبيض بقيادة الدكتور محمد عبدالباقي مدير صندوق الإمداد الطبي بالولاية والخبير الدكتور خضر أحمد والشاب د. أبوبكر صلوحة .. إنهم مثال باهر لرجال ونساء يعملون في صمت وبعيداً عن الأضواء .. يصمتون وتتحدث أعمالهم ..
الكاتب/ عبدالماجد عبدالحميد