في لحظة تاريخية فارقة، كانت دولة قطر أول من خطى بخطوات الدبلوماسية نحو قلب الخرطوم، العاصمة التي بدأت تستعيد نبضها بعد شهور طويلة من الألم والمعاناة، فقد وصل السفير القطري إلى الخرطوم، متفقداً مبنى السفارة، لكنه في الحقيقة كان يتفقد روح السودان ويلامس جراحه.
لم يكن هذا الحضور الدبلوماسي مجرد زيارة رسمية، بل كان موقفاً إنسانياً ورسالة بالغة الدلالة للعالم أجمع، أن الخرطوم بدأت تنهض من تحت ركام الحرب، خطوة جريئة كهذه لا تُقرأ في سياق الأعراف الدبلوماسية فقط، بل تُسجل في ذاكرة الشعوب كرمز للأخوة والتضامن.
شكراً قطر، شكراً لهذا الوفاء الذي عبر الحدود، وجاء إلى عاصمة يحاول أهلها جمع شتاتهم، وترميم ملامح مدينتهم المكلومة، فحضور السفير وسط مدينة لا تزال تتوشح بحزنها، لكنه حزن يأخذ شكل الصمود، لهو موقف يعكس عمق العلاقات بين البلدين، ويعيد للذاكرة صور الأخوة الصادقة التي تظهر وقت المحن.
لقد كانت لحظة مؤثرة أن نشاهد أول دبلوماسي يصل إلى الخرطوم المحررة، يحمل رسالة أمل، ويؤكد أن العودة قريبة، وأن الحياة تبدأ من جديد، موقف قطر هذا لا يمكن إلا أن يُقابل بالامتنان والتقدير، فهي لم تنتظر دعوة أو بروتوكولا، بل كانت في مقدمة من آثروا السودان وأهله على أنفسهم.
من قلب الخرطوم، نقول: مرحباً بكم يا أهل الوفاء، لقد كتبتم حضوركم في سجل النخوة والأخوة بمداد من ذهب، وكنتم أول من وضع يده على جراح هذه المدينة، ليس فقط ليراها، بل ليبدأ في تضميدها، هذا هو المعنى الحقيقي للتآخي، وهذه هي الدبلوماسية التي تصنع الفارق… شكراً قطر
الصادق محمد أحمد – الشرق القطرية
Leave a Reply