في ظل الانتشار الواسع للمكملات الغذائية والإعلانات الصحية، تبقى الطبيعة المصدر الأصيل والأغنى بالعناصر الضرورية لصحة الجسم وحيويته.
فالتغذية السليمة لم تعد رفاهية، بل باتت ركيزة أساسية لحياة متوازنة ونشطة ويؤكد أخصائيو التغذية أن تنويع النظام الغذائي والاعتماد على مكونات طبيعية غنية بالفيتامينات والمعادن يُعد من أفضل السبل لتعزيز المناعة، تحسين وظائف الأعضاء ودعم صحة البشرة والعظام.
إن اختيار الأطعمة بعناية لا يُعد مجرّد عادة يومية، بل استثمار مستدام في الصحة الجسدية والذهنية ومع الالتزام بالاعتدال والتوازن في الكمية والنوع، ينال الجسم احتياجاته من الطاقة والمناعة والتركيز ولأن الغذاء الجيد هو حجر الأساس لحياة أفضل وأكثر حيوية.
يؤكد مصطفى النوري أخصائي تغذية، يعتبر فيتامين «C» أبرز هذه العناصر المعروف بفعاليته في دعم جهاز المناعة وتسريع التئام الجروح، ورغم شيوع البرتقال كمصدر له، إلا أن الفليفلة الحمراء تتفوق عليه بثلاثة أضعاف من حيث المحتوى، إلى جانب فواكه وخضراوات أخرى مثل الكيوي، الأناناس، الكرز، المانجو والملفوف الأحمر، ما يجعلها مكونات مثالية يمكن دمجها في النظام الغذائي اليومي.أما الزنك، فهو عنصر أساسي يسهم في تجديد الخلايا وتقوية الدفاعات الطبيعية للجسم ويساعد على التئام الجروح ومقاومة الالتهابات، يمكن العثور عليه في أطعمة غنية مثل اللحوم الحمراء، الفاصولياء، بذور القرع، الكاجو والفطر، بالإضافة إلى أفخاذ الدجاج التي تُعد خياراً جيداً لاحتوائها على نسب عالية من هذا العنصر الحيوي.
ويُعد البيوتين، أو ما يعرف بفيتامين الجمال، من العناصر المرتبطة بصحة الشعر والبشرة والأظافر، وهو ضروري لدعم نمو الأنسجة وتجديدها ويتوفر هذا الفيتامين في البيض، اللوز، السبانخ، البطاطا الحلوة، السلمون وبذور دوار الشمس وهي جميعها أطعمة سهلة التحضير وتناسب مختلف الأذواق.
ويضيف النوري، في ما يتعلق بتنظيم ضغط الدم والحفاظ على توازن السوائل في الجسم يلعب البوتاسيوم دوراً محورياً وهو عنصر أساسي لصحة القلب والعضلات ومن أهم مصادره الطبيعية الموز، الطماطم، الشمندر، المشمش، البطيخ والأفوكادو وهي فواكه وخضراوات يمكن تناولها طازجة أو على هيئة عصائر مغذية.وتبرز أهمية أوميغا 3 في دعم وظائف الدماغ، تقليل الالتهابات والوقاية من أمراض القلب، حيث يمكن الحصول عليها من الأسماك الدهنية مثل التونة والسردين وكذلك من مصادر نباتية كالجوز، بذور الشيا والكتان والأفوكادو الذي يجمع بين الدهون الصحية والفوائد المتعددة.
ويُعد المغنيسيوم من العناصر الأساسية في الحفاظ على صحة العظام وتهدئة الجهاز العصبي، ويُستمد من الشوكولاتة الداكنة، السبانخ، الموز، اللوز، وبذور القرع وتشير التوصيات الغذائية إلى أهمية تناوله بانتظام لتفادي التوتر العضلي واضطرابات النوم والمزاج.
رغم أن الحليب لطالما ارتبط بالكالسيوم، إلا أن بدائل نباتية وحيوانية مثل التين المجفف، البروكلي، السردين، اللوز، وبذور الشيا، تُعد مصادر ممتازة لهذا العنصر وتسهم في تقوية العظام والأسنان خاصة لدى من يعانون حساسية اللاكتوز أو لا يتناولون الحليب بانتظام.فيتامين «A» أيضاً من العناصر التي لا غنى عنها، حيث يعزز صحة العين ويحافظ على إشراق البشرة ويمكن الحصول عليه من الجزر، الكبدة، البيض، البابايا، المانجو والقرع.
فيتامين «K»، هو أحد الفيتامينات الذائبة في الدهون ويؤكد أخاصئيو التغذية أن الفيتامين يُعد ضرورياً للعديد من العمليات الحيوية في الجسم، خصوصاً ما يتعلق في عملية تخثر الدم ودعم كثافة العظام وتكمن مصادره في الخضراوات الورقية مثل السبانخ، السلق، الكالي (الملفوف الأجعد) البقدونس، والخس الروماني.
ولضمان مستويات طاقة مستقرة، من الضروري إدراج مصادر غنية بالحديد ضمن النظام الغذائي، حيث يُسهم في الوقاية من فقر الدم ودعم الدورة الدموية حيث إن اللحوم الحمراء، العدس، الكبدة، الفاصولياء، الحمص وصفار البيض من الخيارات التي توفر نسباً جيدة من الحديد، كما يُنصح بتجنب تناول الشاي مباشرة بعد الأكل، لأنه قد يقلل من امتصاص هذا العنصر المهم.
صحيفة الخليج
Leave a Reply