الي اللواء ابراهيم الخواض مدير مكتب نائب البشير وعضو الحركة الاسلامية ….
اطّلعت على ما كتبته واليك تعليقي ….
المشاركة في الحوار السياسي في أي منبر هو دور السياسيين المدنيين من أجل البحث عن أفضل السبل وأسهلها للوصول لحل سياسي سلمي للأزمة وانهاء المعاناة الإنسانية التي يعيشها المواطن السوداني وهي لا اعتقد يجب أن تكون قضية خلاف ، بل غاية يجب ان نسعى لتحقيقها اليوم قبل الغد .
وقضيتك كما ذكرت ان فهمتها هي قضية كل المواطن في السودان ( حسب حسن ظني) وليس هنالك اي قضية خاصة (شخصية او حزبية)، وقضية المواطن تتمثل في إنهاء الحرب وتحقيق السلام العادل من اجل عودتهم وليعيشوا بكرامة في وطن جديد وتتوقف حركة النزوح واللجوء والمعاناة التي يعيشونها ، استمرار الحرب لن يزيد الاوضاع الا تعقيدا في الداخل والخارج، والسعي لللسلام ليس باي ثمن وانما سلام يحقق وضعية جديدة بحيث لا نسمح بان تكون هنالك قوات خارج القوات المسلحة ، ولا يسمح بتأسيس مليشيات قبيلة مثل التي أسست لحماية نظامكم واصبحت كارثة على جميع السودانيين بمافيها انفسكم ، قتلت واغتصبت وشردت، يمكننا تصحيح هذا كله عن طريق طاولة التفاوض حقناً للدماء ولو نفذ الدعم السريع في جدة ما اتفق حوله او استجاب للقاء جيبوتي مع رئيس مجلس السيادة لكنا نضع حد للمعاناة ولكن رغبة المتطرفين منهم في النصر الشامل جعلت الحرب مستمرة الي اليوم، ايضا السلام يجب ان يحقق نظام حكم ديمقراطي مدني ودولة فدرالية يدير اي اقليم شأنه بنفسه وتقسيم للسلطات السياسية والإدارية والاقتصادية بين المركز والولايات.
يمكنك أن ترى اني صاحب رأيين فاقول لك اني حر في تبني اي موقف حسب تقديراتي فليس هنالك جهة لها الحق في ان تملي علي ! ولو اكتشفت ان موقفي خاطيء بمرور الزمن فلا حرج في التراجع عنه ، فلست مقدس وانطق عن الهوى احيانا، ولا امتلك كل الحقيقة .
قلت اني مساك دربين وركاب سرجين ، فلا أنا سالك لدرب ولا راكب لسرج بل ليس هنالك دروب او سروج وانما هنالك وطن جريح حاولت جهات اختطافه وسعينا بوسعنا لوقف ذلك واستطيع القول اننا نجحنا في وقف الاختطاف ، ومن قبل قمتم انتم باختطافه ثلاثين عاما وفشلت تجربتكم وسقطت بثورة شعبية خاضها ابناء وبنات الشعب السوداني ، وهذا هو الدرب الذي يجب علينا جميعا ان نسلكه.
معرفتك بي لا تهمني كثيرا ، ولا يجب عليك الخوف من المساعي السلمية لتحقيق السلام فمجرد الجلوس من اجل ذلك ليس مدعاة للخوف، بل من الخطا تخوين وتجريم الجهات التي تسعى لتحقيق إنهاء الحرب بدون وسائل عنيفة ، ولم تمنع جهودنا هذه العمليات العسكرية المستمرة فلو نجحنا حقنا الدماء وكفى الله الناس شر القتال ولو فشلنا فلنا جهد المحاولة .
ولكن الغريب وبالرغم من تزيين اسمك برتبة عسكرية (لواء) لم أراك في ميادين القتال حيث يجب أن تكون طالما انت ضد طاولات البحث عن الحلول بالطرق السلمية ، فمتى يكون حديثك هذا مفيدا ومسموعاً عندما تؤدي مهامك التي يتزين بها اسمك وإلا فدعه وانتظم صفوف المدنيين.
مبارك أردول