نأتيك بالخبر اليقين تابع تطبيق اخبار السودان العاجلة على متجر قوقل

ابتسامة الشارع

Posted by:

|

On:

|

وسط الأنباء والأحداث المؤسفة، والمحزنة أحياناً كما يحدث في غزة، التي تنزف قلوبنا من مشاهد المجازر الوحشية التي تنفذها دولة تزدرى القانون الدولى، مستقوية بالولايات المتحدة الأمريكية راعيتها الجبارة، علت ابتسامة مشرقة وجه الشارع المصري وذلك بسبب أمل طال انتظاره بأن يحظى باهتمام المسئولين، وجاءت الحكومة الجديدة، وكل توجهاتها عدم اعتصام المسئولين بمكاتبهم، وكأنها قلعة يحظر الاقتراب منها، بل حتمية النزول إلى الشارع لمتابعة التزام كل مسئول، سواء كان وزيراً أو نائب وزير أو محافظاً وما إلى ذلك.

تنفس الشارع الصعداء، ونحن معه، حيث يستوجب ذلك الاهتمام بأن يكون الشارع صالحاً لاستقبال المسئولين! وقد سبق وصرخ الكثيرون منا من الكوارث الناجمة عن فوضى الشوارع، حيث يتصرف العديد من قائدى السيارات برعونة واستهتار، أقل ما يقال إنه معيب، بالسير بسرعة جنونية، أو السير عكس الاتجاه، ناهيك عن إلقاء القمامة في وسط الطريق أحياناً، وهو ما أدى إلى تصنيفنا الدولة الأولى في عدد ضحايا الطرق.. لقد تواصل العدوان على القانون وعدم احترامه منذ عشرات السنين، فنجد إضافة إلى ما سبقت الإشارة إليه، عرض سلع بعض المحلات على أرصفة الشوارع وترك مجرد ممر ضيق لعبور المشاة.

وأصبح من النادر مشاهدة متابعة من مديرية المرور لفرض احترام قواعد السير، فعلى سبيل المثال، نشاهد مخالفة سيارات النقل العملاقة والتي تحمل بضائع بالأطنان أحياناً تسير في عرض الطريق ولا تلتزم بالسير أقصى اليمين بحيث لو سقطت عبوة مما تحمله لا تتسبب في وقوع مآسٍ قاتلة ووقوع ضحايا لا ناقة لهم ولا جمل ولا ذنب ولا جريرة لهم، فكم من حوادث كان ضحاياها قد سقطوا بسبب الاصطدام المفاجئ بما يسقط فجأة من سيارة النقل وهي تسير وسط الطريق، وكذلك سد الطريق أحياناً باحتلال ثلاث سيارات نقل له بحيث يستحيل مرور سيارة صغيرة ومواصلة طريقها الذى يكون أحياناً لإنقاذ مريض في حاجة إلى علاج سريع أو للحاق بموعد طائرة لارتباطه بالسفر أو حتى الوصول إلى مقر العمل في مواعيد محددة.

وهذا غيض من فيض سالت بسببه دموع الشارع وضحاياه إلى أن عادت إليه الابتسامة أخيراً عندما قررت الحكومة متابعة تنفيذ القرارات التي تهم المواطن والتي انتظرها طويلاً بنزول المسئولين إلى الشارع، حيث سيقف هؤلاء على حقيقة الوضع في شوارع المحروسة ويعملون على تحقيق الانسياب المروري بما يليق بدولة علّمت الإنسانية احترام الحقوق والواجبات منذ فجر التاريخ.

إن الشارع المصري كان يتوق ونحن معه إلى احترام قواعد المرور، مثلما كنا قبل تفشى الفوضى دون رقيب أو حسيب، وكان لا يجرؤ أحد على كسر إشارة حمراء، ولا ننسى أن «الشاي بالياسمين»، أي الرشاوي التي يضمن بها المخالف الهروب من أي عقاب أو غرامة مخالفة، قد تفشت، وتسببت في استفحال حالة التردى المرورية التي وصلنا إليها إلى أن لاح الأمل الذي طمأن الشارع وجدد أمله في استعادة رونقه وسمعته.

فريدة الشوباشي – الوطن نيوز